أحمد عطا يكتب: الصين حصان طروادة لإسقاط «أبو منصور»

ذات مصر

منذ ظهور حزمة التنظيمات الإرهابية مع طلعات الربيع العربي الأمريكي، أمثال القاعدة وداعش وحركة أحرار الشام، وغيرها من المسميات المختلفة، وجميعها تنظيمات مولت وشارك في صناعتها بشكل مباشر وغير مباشر أجهزة استخباراتية دولية لتنفيذ ما يعرف بخطة الإشعال الذاتي لهدم دول وحضارات عربية، ولكن الغريب والعجيب أن هذه التنظيمات كانت تلقب قاداتها بأسماء حركية مثل أبو فرج المصري (أحمد سلامة مبروك عبد الرازق) وأبو منصور، وأبو محمد العدناني المتحدث باسم تنظيم داعش وجميعهم تنظيمات إرهابية تتحرك بالوكالة لتنفيذ عمليات إرهابية.

لهذا وقع اختياري على أن أطلق على نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية اسم (أبو منصور) كاسم حركي له، وبالفعل بدأت أتحرك في جميع كتاباتي في ملف غزة باسم (أبو منصور) ربما لأنني أعلم جيدًا أن نهايته ستكون في غزة، وأنه يطيل أمد الحرب حتى يهرب من حزمة الاتهامات التي سوف تلاحقه دوليًا رغبة منه في تحقيق الانتصار، ولكن بعد أيام قليلة ستكون طوفان الأقصى قد مر عليها ثلاثة أشهر بعد أن استنفذ كمية TNT  التي يمتلكها الغرب وأمريكا الداعمة لإسرائيل، وهذا ما صرح به المراسل العسكري ألون بن دافيد عبر إحدى القنوات الإسرائيلية بأن إسرائيل تواجه مشكلة كبيرة، هي نقص الذخيرة، وأكد أن الولايات المتحدة والغرب قد نفذت كمية الذخيرة لديهم بسبب نقص مادة TNT  بسبب الحرب الأوكرانية، لهذا تراجع الإعلام العسكري الإسرائيلي في التصريح بأنه على مقربة من استهداف الأنفاق، وحسب المصادر العسكرية الدولية فإن إسرائيل استخدمت كمية متفجرات على غزة تعادل قنبلة نووية متوسطة المدى.

في السياق نفسه تعد الصين هي الأولى في العالم في إنتاج مادة TNT  وهى منذ اليوم الأول كما أعلنت لا ترغب في السلوك الإجرامي العسكري لأبو منصور (نتنياهو) صاحب الصوت الأجش والأذن التي تشبه قطع الكبدة البانيه العريضة، كما أن الصين تعلم جيدًا أن سقوط وكيل أمريكا في الشرق الأوسط سيقلل فرص الهيمنة الأمريكية على المنطقة العربية تجاريًا وسياسيًا وعسكريًا، فلهذا لا يمكن أن تقوم الصين ببيع أي كميات من مادة TNT لأمريكا وحلفائها في المعسكر الغربي لإنتاج الذخيرة لدعم إسرائيل وأوكرانيا. 

في الوقت نفسه يواجه جيش الاحتلال مأزقًا عسكريًا، وهو ما اضطرّ لسحب عدد من الألوية في شمال غزة، وهذا المأزق يتمثل في أن فرق المظليين من جنود وأفراد رفضوا التجنيد وأعلنوا انسحابهم بشكل رسمي بسبب الفوضى العارمة في المهام المكلفين بها وضعف الاتصال والتنسيق بين قيادات الجيش وقيادات المظليين، ما أوقعهم في فخ كتائب القسام وجيش المجاهدين ووقوع عدد من القتلى في صفوفهم، هذا بجانب استحواذ جيش المجاهدين على سلاح أوتوماتيكي ألماني الصنع فريد من نوعه لم يستخدم بعد في أي منطقة صراع في العالم، مما عزز الوضع القتالي لجيش المجاهدين وكتائب القسام.

والمثير للدهشة وبسبب الوضع الاقتصادي المدمر الذي يعيشه المواطن الإسرائيلي، اكتشفت الجهات الأمنية أن عددًا من المواطنين الإسرائيليين ممن لهم سجل إجرامي انتحلوا صفة جنود بهدف سرقة السلاح بكل أنواعها وتهريبه وبيعه، وحاول الجهاز الأمني التغطية على تفاصيل هذه الفضيحة، ولكن كشف عنه عدد من المراسلين العسكريين انتقامًا من قيادات الجيش وفشلهم في حرب غزة التي تأكد للجميع أنها فيتنام الثانية. وهذا ما دفع مستشاري بايدن إلى أن يهمسوا إليه بأن الرهان على دعم أبو منصور (نتنياهو) رهان خاسر؛ بل سيضيع الانتخابات الأمريكية حيث يرغب بايدن في إعادة ترشيح نفسه في نوفمبر من العام الجاري 2024. 

لهذا لم يبق أمام أبو منصور سوى أصحاب الياقات البيضاء من مليارديرات اليهود في أوروبا وأمريكا لدعمه بشكل مباشر، ولكن الذي لا يعلمه أبو منصور أن طبيعة أصحاب رؤوس الأموال من اليهود ومالكي البنوك العالمية لا يعرفون الخسارة المالية ولا العسكرية ولا السياسية، لهذا ليس أمام أبو منصور لدعمه وإنقاذه سوى المحافظ الخليجية ماركة أيزنهاور، ولا أظن أنهم سيدعمون أبو منصور إلا بعد الرجوع لأمريكا، أما مصر فقد راهنت على الحفاظ على حدودها وتأمينها بعيدًا عن التورط في معارك خاسرة.

ويبقى أبو منصور يجلس على ترابيزة البوكر وقد خسر كل شيء.