الدكتور عبدالله الأشعل يكتب: أكاذيب الصهاينة وسقطات الأبرياء السذج عن المقاومة

ذات مصر

عرضت فى مقال سابق لأهم أكاذيب إسرائيل والغرب وبعض السفهاء العرب، كما عرضت فى مقال لم ينشر بعد سفاهات بعض المنتفعين فى الحكومات العربية من إساءات للمقاومة.

ونركز فى هذه المقالة على بعض هذه الأكاذيب والسفاهات.

أولاً: بعض الملحدين العرب يسوؤهم أن تنتصر المقاومة الإسلامية التى لا يمكن تقييم أدائها بالمعايير البشرية وإنما هم اعتصموا بالله بعد أن تنكر لهم القريب والبعيد ويكفى أن المحيط العربى والإسلامى ضد المقاومة وأقول أن الحكام يدركون أن مصير كراسيهم فى دعم إسرائيل أما دينهم ووطنهم فهو يقضى بدعم المقاومة ومعاداة إسرائيل خاصة أنهم يعلمون علم اليقين بأن الحياة لا تتسع إلا لليهود والموت لغيرهم، فمصلحة الكرسى تتناقض مع مصالح الوطن والدين. وبعد ما رأيناه من مظاهر الحقد والكراهية عند اليهود، من الواضح أن التعايش فى إطار حل الدولتين صعب التحقيق بسبب هذا العداء المتبادل، وبسبب أن إسرائيل تريد فلسطين كلها لهم دون الفلسطينيين.

ثانياً: قال بعض السفهاء المتصهينين أن حماس هى التى بدأت الحرب ومن واجب إسرائيل وحقها أن ترد والبادى أظلم، ويضيفون أن حماس بدأت الحرب بعملية إرهابية. والرد أن الحفل اليهودى ضربته الطائرات الإسرائيلية وقد اعترفوا بذلك، ومن ناحية أخرى فإن حماس كمنظمة مقاومة لم تبدأ وإنما البادئ هو الاحتلال الاستيطانى الذى يمارس أسوأ إبادة للفلسطينيين ويعتبر ذلك مباح دينيا حسب التوراة المحرفة من رجال الدين  (الحاخامات)  فالحق فى المقاومة هو حق الرد على العدوان الدائم وهو الاحتلال حسب قواعد القانون الدولى.

أما فيما يتعلق بالإرهاب، فإسرائيل هى التى اغتصبت الأرض ولم تحترم أى قانون وهى تمارس الإرهاب والمذابح وهى وسيلتها التاريخية فى نشأتها أما المقاومة فهى تمارس حقها بأى وسيلة مادام الاحتلال عازما على التهام كل فلسطين. 

ثالثاً: يردد بعض السذج مصطلحات وأقاويل منها:

  1. أن إيران تدعم المقاومة وهذا صحيح ولها الفضل لأنها تدعم الحق وإدانة العرب للمقاومة ووصمها بالإرهاب عار عليهم. ينتقد بعض الأوساط الغربية ويشيرون إلى الحكام العرب فضلوا الباطل من أجل كراسيهم ضد الحق والعدل والقانون. وإذا كانت إيران تدعم المقاومة فإن إسرائيل المعتدية مدعومة من كل الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة.
  2. عدم التمييز بين المدنيين فى كل من حماس وإسرائيل. بل يجب التنيه إلى أن الأسرى الفلسطينيين هم مقاومون على كل المستويات أما الإسرائيليون فهم مستوطنون مسلحون معتدون وأعضاء فى المشروع الصهيونى. يضاف إلى ذلك أن حماس أخذت الأسرى اليهود خلال القتال بينما إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال تقوم باقتحام الأحياء الفلسطينية وتعتقل كل الناس وتقتلهم بشكل عشولئى ابادة وحقدا.
  3. هناك فرق فى المركز القانونى بين المخطوف والأسير، فالأسر إجراء مسموح به فى القانون الدولى أما الخطف فهو جريمة وفق اتفاقية نيويورك عام 1979. ثم أن الاحتلال عندما يعتقل الفلسطينيين وعندما يحاكمهم يخالف القانون الدولى ناهيك عن قتلهم والإساءة إليهم وعدم احترام حقوق الأسير والفلسطينى فى هذه الحالة يعتبر مخطوفا، أما الأسر فيتم خلال القتال وفى ساحات الصراع المسلح.
  4. هناك فرق  بين المقاومة المشروعة وهى حماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية وبين داعش. فرغم أن واشنطن هى التى أنشأت داعش بديلا عن القاعدة واستقدمتها إلى العراق وسوريا وأسمتها أسما براقا بالنسبة للتيارات الإسلامية وهى الدولة الإسلامية بالنسبة للعراق وسوريا وقد دربتها إسرائيل ومولتها دولة عربية خليجية إسلامية ولكنها تناهض التيارات الإسلامية وتؤيد بعض هذه التيارات عندما يتعلق الأمر بمصالحها. واستصدرت واشنطن قرارا من مجلس الأمن لمحاربة داعش علما بأن داعش اخترعت خصيصا لتشويه صورة الإسلام والمسلمين أولا وثانيا لمحاربة إيران والأقايات الشيعية فى المنطقة بل شكلت الولايات المتحدة تحالفا ضد داعش بالذات فى العراق وسوريا حتى تبرر احتلالها للدولتين ولذلك فإن تصدى المقاومات العراقية والسورية بالتعاون مع إيران ضد القواعد الأمريكية والقوات الأمريكية الغازية فى العراق وسوريا يعتبر عملا مشروعا كما أن مطالبة إيران بأن شئون الخليج من اختصاص أهل الخليج دون تدخل الأجانب مثل واشنطن وإسرائيل فكرة وجيهة أيضا ولكن واشنطن تلوح للخليج بالخطر الإيرانى المزعوم حتى تستولى على أموال الخليج وتسيطر على مقدراته تماما .كما زعمت واشنطن أن صدام حسين يريد أن يهدد جميع دول الخليج وأن يستولى على جميع مواردها البترولية وأن تصدى واشنطن لصدام حسين له ثمن وهو الاتاوات المالية التى تحصلها واشنطن من دولال الخليج طوال العام.
  5. زعم بعض السفهاء للتقليل من شأن حماس وتغذية الحرب النفسية عليها أنها فرع من الإخوان المسلمين وأن الإخوان المسلمين جماعة محظورة فى مصر و نسبوا إلى حماس مجموعة من الأفعال التى إن صحت تسيئ إلى نظام الحكم وقت الثورة وإلى الجيش المصرى كما أن القضاء المصرى يحتاج إلى مراجعة فى هذا الشأن تماما كما تحتاج أحكام الإعدام وقوائم الإرهاب إلى مراجعة أمينة وشاملة. 
  6. والرد هو أن حماس حركة تحرر وطنى فلسطينية ولا علاقة لها بالإخوان المسلمين من الناحية السياسية وليس من المعقول أن نضع الطائفة الدينية فى قفص واحد فالإخوان المسلمون دعوة مستمرة إلى قيام الساعة وتنظيم يمكن حظره إذا احتك بالسلطة. صحيح أن الإخوان المسلمين وكتائبهم التى شاركت فى حرب فلسطين الأولى عام 1948  قد ابلوا بلاءا حسنا ضد العصابات الصهيونية واعتقد أن هذا سبب من أسباب مساهمة إسرائيل الفعالة فى حملة كراهية الإخوان المسلمين لكن للاسف بعض الملحدين ينضمون إلى الغرب الصليبى فى معاداة حماس لمجرد انها مقاومة إسلامية والمقاومة عادة سياسية وليست دينية وهى حرة فى أن تتبنى الدين الذى تراه المهم أنها تحاسب من الناحية السياسية وليس الدينية صحيح أنهم رفعوا راية الإسلام عاليا وجذبوا غير المسلمين إلى الإسلام وصححوا الصور الكريها التى ألسقتها داعش بالاسلام والمسلمين وهذا بالقطع لا يسعد إسرائيل والغرب عموما ولولا أن حماس منظمة إسلامية لما واجهت تكتل الغرب مع الحكام العرب ضدها فهى لاعلاقة لها بالحكام العرب وإنما تستهدف الدفاع عن فلسطين ضد مشروع الالتهام الصهيونى للارض وإذلال من عليها.