هلال عبدالحميد يكتب: غزوة التوكيلات!!

ذات مصر

ما ينشر عبر صفحات المواطنين عن تجاربهم لعمل توكيلات للمرشح الرئاسي المحتمل، وما يشاع من أجواء، وجمع بطاقات الموظفين ببعض الإدارات الحكومية بعدد من المحافظات وصور إقامة السرادقات أمام مقار مكاتب الشهر العقاري، وما يُشاع من أخبار حول مقابل عمل توكيلات. كل هذه الصور السلبية، بجانب مطالبات واضحة من حزب التحالف الشعبي  الاشتراكي بوجوب إشراف قضائي على مقار الشهر العقاري الذي يقوم بعمل توكيلات المرشحين. 

   كل هذا يعطينا انطباعات سلبية عن الانتخابات الرئاسية، ويعود بنا إلى عصر الاستفتاءات،  ويعطي انطباعات غير مطمئنة ، ويلقي بظلالٍ من الشك والريبة على العملية الانتخابية كلها، ويجعلها مشكوك في أساسها، لأن التوكيلات والتأييدات هي من بين شروط الترشح ومستنداته، فإذا بنيت على باطل -وهو الإكراه المادي والمعنوي - فإن العملية الانتخابية برمتها ستحاط بظلال كثيفة من الشك ، والتي يجب ان يكون النظام أكثر الناس حرصًا  على تلافيها ، لإن العالم أصبح بفضل وسائل الاتصال الحديثة قرية صغيرة ما يحدث في أي مكان يراه العالم كله قي نفس اللحظة صوتًا وصورة. 

وقلنا في مقال سابق أن هناك قطاعًا يؤيد الرئيس الحالي -رغم كل اخفاقاته-لأسباب منها الخوف من المجهول، وتدخل الجيش في كل قطاعات الدولة وخاصة الاقتصاد، فما الذي يجعل ( البلطجية )  يقابلون كل  من يحاول عمل توكيل للمرشح الرئاسي أحمد الطنطاوي بكل هذا العنف الذي يتحدث عنه من ذهبوا للشهر العقاري،ولماذا تقوم أحزاب الموالاة المدعومة من الأجهزة باستخدام وسائل غير قانونية لحشد المواطنين -وخاصة من الفقراء وصغار الموظفين -لعمل توكيلات تأييد، لماذا لا يقومون بالاعتماد على عضوياتهم لعمل هذه التوكيلات بدلًا من حشد الفقراء واستخدام الرشاوى لعمل التوكيلات؟!!

   هل أصبحت أحزاب الموالاة تعتبر عمل التوكيلات غزوة كتلك التي وصفها السلفيون سابقًا بغزوة الصناديق، فتصبح لدينا أيضًا غزوة التوكيلات ؟! 

وما الذي يجعل الهيئة الوطنية للانتخابات صامتة، فلا تحقق ولا تصدر بيانًا، ولا تبسط هيمنتها ورقابتها على مكاتب الشهر العقاري لتراقب عملية عمل التوكيلات وهي ألف باء العملية الانتخابية التي تقوم الهيئة بالاشراف عليها اشرافًا قضائيًا كاملًا كما قال رئيسها في مؤتمره الصحفي أمس الإثنين ؟! 

الحقيقة إن اليوم الأول لعمل التوكيلات لا يبشر بالخير، فهل تقوم الهيئة الوطنية للانتخابات بدورها المنوط بها حسب الدستور أم ستظل صامتة؟! 

وكيف سيكون رد فعل مرشحي المعارضة  على هذه التصرفات؟!